الأسبوع الخليجي الاول للتوعية بالسرطان
عقدت يوم أمس الأحد وزارة الصحة ممثلة في دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية بالتعاون مع المركز الوطني للأورام مؤتمرا صحفيا لإعلان انطلاق أسبوع التوعية الخليجي وأقيم المؤتمر في ديوان عام الوزارة وقد حضر المؤتمر معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة وعدد من أصحاب السعادة . عدد من المسؤولين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة. حيث تشارك السلطنة دول مجلس التعاون الاحتفال الاسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان و المزمع اقامته في الأسبوع الأول من فبراير من كل عام . يأتي الاحتفال بهذا الأسبوع بناء على توصيات الهيئة التنفيذية للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون
يعتبر السرطان من أكثر الأمراض التي تهدد الصحة. ويعتبر مرض السرطان ثاني اكثر الامراض حدوثا في معظم دول العالم بعد امراض القلب والشرايين وفي سلطنة عمان أيضا ، وعادة تكون نسبة الاصابة في الدول الصناعية المتقدمة اعلى بكثير منها في الدول النامية. وتشير العديد من الدراسات الى احتمال ارتفاع حالات السرطان من 14 مليون حالة في عام 2012م الى 22.7 مليون حالة بحلول عام 2030م بزيادة مقدارها أكثر من 75%. ويشير التقرير التجميعي الذي أصدره المركز الخليجي لمكافحة السرطان بأنه تم تسجيل ما يقارب 120000 حالة سرطان بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة مابين 1998 – 2009 م.
ويرى الباحثون أنه من المتوقع أن تتجاوز نسبة الإصابة بالسرطان المعدلات العالمية بين مواطني دول المجلس ويرجع سبب ذلك الى ارتفاع نسبة شريحة الشباب ضمن الهيكل السكاني حيث من المعروف أن معدلات الاصابة بالسرطان تزداد بنسب عالية مع تقدم العمر.
كما يشير التقرير الى أن ما يزيد عن 50% من حالات السرطان بدول الخليج يتم اكتشافها بمراحل متقدمة يصعب علاجها، في حين يمكن شفاؤها بإذن الله اذا ما تم تشخيصها مبكرا وخضعت للعلاج السريع.
ان التقدم السريع في مجال الرعاية الصحية بمختلف مستوياتها ادى الى امكانية السيطرة على العديد من انواع السرطانات وزيادة فرص الشفاء ولكن في المقابل التغييرات السريعة في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية بدول الخليج ادت لحدوث تغييرات جوهرية في نمط الحياة، مثل ازدياد استخدام التبغ بأنواعه المختلفة وانخفاض نسبة ممارسي النشاط البدني بالإضافة لعادات تناول الاطعمة غير الصحية، يشير الى امكانية تزايد معدلات الاصابة بالسرطان في دول الخليج في السنوات القادمة.
من هذا المنطلق واستمرارا للجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان في دول المجلس، فقد تقرر عقد حملة خليجية توعوية سنوية في الأسبوع الأول من شهر فبراير وذلك لتعزيز الوعي الصحي وحماية المجتمع الخليجي من أخطار السرطان.
من خلال اطلاق الاسبوع الخليجي للتعريف بالسرطان والذي يأتي بجملة من الأهداف منها:
رفع مستوى الوعي الصحي حول عوامل الاختطار المؤدية للإصابة بالسرطان
تشجيع اتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بين جميع فئات المجتمع
رفع الوعي الصحي حول طرق الكشف المبكر عن السرطان واهميتها في تحسين فرص الشفاء
كم قدم الدكتور باسم البحراني نبذة عن الأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان حيث قال : تم إطلاق أسبوع خليجي للتعريف بالسرطان بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وتحت اشراف المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون وبمشاركة جميع وزارات الصحة الخليجية ومجموعة من الهيئات و منظمات النفع العام والجمعيات الخيرية المعنية بمرض السرطان ، وقد تم التنسيق مع اكثر من 30 جمعية رسمية مسجلة في دول مجلس التعاون لتنفيذ هذه الحملة في نفس الفترة بجميع دول المجلس .
شعار المناسبة لعام 2016م :
تحت شعار 40/40 حيث تم اختيار هذا الشعار لسنة 2016م بناء على الدلاله العلمية التي تشير الى ان 40% من امراض السرطان يمكن الوقاية منها باتباع انماط حياة صحية وتبني عادات غذائية صحيحة وممارسة النشاط البدني بانتظام والمحافظة على الوزن المثالي ، في حين ان 40 نوع من السرطان يمكن شفاؤه باذن الله في حالة التشخيص المبكر وتوفير العلاج المناسب في حينه .
الوضع الحالي للسرطان في السلطنة :
كما قدم الدكتور باسم البحراني رئيس المركز الوطني لعلاج الأورام نبذة عن الوضع الحالي للسرطان حيث أوضح أنه
بلغ عدد حالات السرطان المكتشفة والتي تم تسجيلها في السلطنة وفقاً للتقرير الأخير للسجل الوطني للأورام 1314 حاله، 1212 حاله عمانيين، و102 وافدين، بلغ معدل الذكور الى الإناث 1.02:1 ، بلغ متوسط العمر عند التشخيص 53 سنة،٬ يرتفع ﺫلك وسط ﺍلذكوﺭ ليصل إلى 59 سنة مقارنة بالإناث 49 سنة. بلغ عدد الحالات المبلغ عنها بين الأطفال في عمر الرابعة عشرة فما دون ذلك، 87 حالة ( 7.3 %) .
وتبين وجود زيادة ملحوظة في نسبة الاصابة بمرض السرطان في السنوات الاخيرة. حيث يتوقع خبراء منظمة الصحة العالمية زيادة في عدد الحالات بواقع 69% في عام 2030 على مستوى العالم, وزيادة قدرها 100 % في عدد الحالات و 105 % في اعداد الوفيات في منطقة حوض البحر المتوسط وشمال افريقيا ومن المتوقع ان يصل عدد حالات السرطان الجديدة حوالي 2450 حالة بحلول عام 2020 , وحوالي 3790 حالة بحلول عام 2030 في عمان.
وترجع اسباب الزيادة للإصابة بالسرطان والتي يتوقعها خبراء منظمة الصحة العالمية هي الزيادة في عدد السكان والتقدم في السن والتقدم في أساليب الكشف المبكر و زيادة الوعي بين الجمهور للذهاب مبكرا للطبيب والتطور في اساليب التشخيص الحديثة/ مخبرية, شعاعية وغيرها والتطور في اساليب تسجيل الحالات الجديدة والتراجع في اعداد المرضى الذين يتجهون للعلاج في الخارج وتراكم وزيادة العوامل المساعدة على حدوث المرض ومن هذه العوامل الزيادة في عدد المدخنين لمنتجات التبغ بجميع انواعه، والوزن الزائد و قلة ممارسة الرياضة بشكل مستمر، و الاغذية الغنية بالدهون والوجبات السريعة، والاجهاد البدني والذهني المستمر وخصوصا السهر لساعات طويله وقلة النوم في الليل/ مما يسبب اجهاد للجهاز المناعي، والتلوث بجميع انوعه والضغوطات النفسية.
جهود وزارة الصحة لمكافحة السرطان:
قامت السلطنة باعتماد البرنامج الوطني لمكافحة السرطان ضمن حزمة برامج الصحة العامة والذي تم تصميمه لخفض وقوع وفيات السرطان وتحسين جودة حياة المصابين بالسرطان وذلك من خلال التنفيذ المنهجي والعادل للاستراتيجيات المبنية على البيانات في الوقاية والكشف المبكر والمعالجة مع الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
ولقد انشئ السجل الوطني للسرطان في عام 1985م كسجل يعمل به في المستشفيات وتسجل فيه الحالات المعالجة في المستشفيات المرجعية. وفي عام 1996 ومع تأسيس دائرة لمكافحة ومراقبة الأمراض غير المعدية تم تطوير السجل وتعميم العمل به في جميع المؤسسات الصحية سواء التابعة لوزارة الصحة أو غيرها يتم من خلاله رصد وتوثيق جميع حالات السرطان المكتشفة والمعالجة. يهدف هذا السجل لـ:
تجميع قاعدة بيانات دقيقة عن حالات الحوادث للسرطان.
رصد معدلات انتشار السرطان التي يمكن أن توجه واضعي السياسات في تحديد الأولويات لمراقبة وإدارة السرطان.
و يتم اصدار تقرير سنوي شامل عن معدلات حدوث السرطان بالسلطنة والذي يعد رافدًا للباحثين لدراسة معدلات انتشار انواع السرطانات ولمعرفة أسبابه ولقياس عبء السرطان على النظام الصحي.
أفتتح المركز الوطني للأورام في 7 ديسمبر 2004 م بهدف تقديم خدمات علاجية متخصصة في مجال الأورام تحت سقف واحد، ويحتوي المركز على مجموعة من الأقسام المختلفة وهي قسم الأورام الطبية للكبار والعلاج التلطيفي، قسم العلاج الإشعاعي، قسم أورام الأطفال ، قسم أمراض الدم للكبار، العيادات الخارجية، قسم الصيدلة . وأوضحت أخر إحصائيات 2015 م بأن عدد الزيارات للعيادات الخارجية في المركز بلغ 19103))
زيارة، بزيادة في النسبة 10% مقارنة لعام 2014 م ، و 136 ٪ لعام 2010 م و 251 ٪ مقارنه لعام 2006 م .
يتم تقديم خدمات علاجية عالية الجودة لمرضى السرطان و توفير الادوية باهضة الثمن و العلاج الاشعاعي من خلال المركز الوطني للأورام حيث تتحمل الدولة بالكامل مصاريف علاج مرضى الأورام حيث تستورد الأدوية و العقاقير اللازمة لذلك من أفضل الشركات العالمية الأمريكية والسويسرية و الألمانية، وقد تصل كلفة العلاج الشهرية لمريض السرطان إلى 3000 ريال عماني و قد يصل علاج بعض الحالات إلى 30 ألف ريال سنوياً، و لذلك يستهلك المركز الوطني للأورام أكثر من 30 % من ميزانية المستشفى السلطاني للأدوية.
وتم انشاء وحدات صغيرة لمعالجة مرضى السرطان في كثير من المحافظات تعمل تحت اشراف دائرة الاورام في المستشفى السلطاني وتدريب الكوادر الصحية وفقا للمعايير العالمية وانشاء السجل الوطني للسرطان في وزارة الصحة وكذلك انشاء وحدة لمكافحة التبغ في الوزارة واعداد ونشر الكتيبات والنشرات المخصصة لتثقيف مرضى السرطان.
و يذكر بأن المركز من السباقين في تطبيق فكرة العيادات المشتركة، ومن مزايا هذه العيادات تقديم استشارة طبية للمرضى في تخصصات مختلفة من قبل ثلاثة أطباء في وقت واحد، و توفير جهد المرضى من عناء تردد على العيادات الخارجية . كما أطلق المركز نظام عيادات الأورام الخارجية حيث يقوم مجموعة أطباء الأورام بالمستشفى بزيارة عدة مستشفيات من مختلف محافظات في السلطنة من أجل معاينة المرضى وتقديم العلاج اللازم لهم بالقرب من مناطقهم، وتجنيب المرضى تكبد عناء السفر إلى محافظة مسقط لتلقي العلاج ومن جانب آخر لدينا ما نطلق عليه العيادات اليومية مما ينتج عنه مدة انتظار قصيره للمرضى الجدد لا تتجاوز 72 ساعة و هو معدل جيد جداً على مستوى عالمي نال المركز الوطني للأورام العديد من الإرشادات الإقليمية والدولية نظراً للمستوى الطبي المتميز في هذا المجال و نفتخر أننا أول مركز في الخليج يحصل على شهاده المركز المتميز في علاج الاورام مع العلاج التلطيفي من الجمعية الأوروبية لعلاج الامراض السرطانية كإحدى المراكز المتميزة في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى الأورام على مستوى العالم في عام 2013
يعد المركز من أوائل المراكز في المنطقة لاستخدام تقنية IMRT في العلاج الشعاعي وذلك في عام 2006 م وفي عام 2013 تم إدخال تقنية IGRT مع التبويب وهي الأحدث من نوعها في العالم والتي بموجبها تكون السلطنة اول دولة في المنطقة التي تستخدم هذه التقنية.
كما أن عمليات التدريب والتأهيل المستمرة للكادر العامل في المركز تعد الأرقى من نوعها حيث وصلنا و بحمد الله إلى مرحلة تدريب الطاقم داخلياً وفق أحدث المعايير و تعد نسبة المواطنين العاملين في المركز من أعلى النسب على مستوى المنطقة و التي وصلت إلى %80 من الطاقم التمريضي و 100 % من الطاقم الصيدلي .
وتحدث الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مدير دائرة الأمراض غير المعدية حول دور الرعاية الصحية الأولية تحدث عن التحصينات والكشف المبكر ضد مرض السرطان مثل جهاز التصوير الإشعاعي للثدي ، وأهمية أخذ التحصينات الخاصة بالالتهاب الكبدي الوبائي ب للوقاية من سرطان الكبد ب . بعدها قام معاليه والمتحدثين بالرد على أسئلة واستفسارات الحضور.