احتفلت وزارة الصحة ممثلة بمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها اليوم (الأحد) بفندق انتر سيتي بالخوير بالإطلاق الرسمي لمشروع فحص وعلاج السل الكامن ضمن برنامج فحص اللياقة الطبية في سلطنة عمان وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي – وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية – بحضور سعادة سليمان الدخيل - المدير العام لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون – وجمع من المسؤولين والمدعوين.
بدأ برنامج الحفل بكلمة للدكتورة أمل بنت سيف المعنية – المديرة العامة لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة – سلطت فيها الضوء على جهود سلطنة عمان لمكافحة والوقاية من الأمراض المعدية بما فيها مرض السل ٠
واستعرضت المعنية الوضع الوبائي العالمي والمحلي للمرض ، وجهود مكافحته وعلاجه من خلال الاستراتيجيات العالمية والوطنية للقضاء عليه والخطوات التي اتخذتها السلطنة لتحقيق ذلك والتغلب على التحديات التي تحول دون ذلك ٠
كما ألقى سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي – وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية - كلمة بالمناسبة استعرض فيها مسيرة العمل في المشروع والنتائج التي يحققها كنشر التغطية الصحية الشاملة في سلطنة عمان واستراتيجية القضاء على السل ٠ مشيرا في نفس الوقت إلى التوجهات المستقبلية لتوسيع البرنامج ٠
من جهته قدم سعادة سليمان الدخيل - المدير العام لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون - عرضا سلط فيه الضوء بالتفصيل على برنامج وافد من حيث فكرته، أهدافه، الجهات المعنية ببرنامج وافد، البوابة الالكترونية للبرنامج، الربط الالكتروني مع دول مجلس التعاون وغيرها ٠
وفي نهاية الحفل كرم سعادة راعي الحفل المساهمين في المشروع ٠
هذا ويعد القضاء على السل من أبرز المشاريع الصحية الوقائية على الصعيد العالمي، ويشكل أحد الأهداف الرئيسة للتنمية المستدامة، ويتماشى البرنامج مع أهداف رؤية عمان 2040 بتعزيز نظام صحي وقائي لبناء مجتمع صحي.
المشروع نفذته شركة كياجن؛ وهو نظام إلكتروني متكامل يربط بين مختلف القطاعات داخل وزارة الصحة وخارجها لتحقيق التكاملية فيما بينها وتعزيز الكفاءة والسرعة في تنفيذ الإجراءات، ومن هذه القطاعات الشراكة مع القطاع الخاص في التحقق من الهوية للوافدين باستخدام بصمة الإصبع والصورة وجمع عينات الدم ونقلها إلى المختبرات الحكومية.
كما ربط ربطا مباشرا أجهزة الفحص المخبرية بمراكز الفحص الخاصة والحكومية لمختلف الأمراض المعدية ومنها السل لضمان دقة التشخيص وسرعته والحوكمة، إضافة إلى التكامل مع الجهات الخارجية ذات العلاقة داخل سلطنة عمان وخارجها لضمان صحة البيانات مثل البوابة الإلكترونية لمراكز سند، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للتصديق الإلكتروني، وشرطة عمان السلطانية لاستخراج الإقامة.
كذلك رُبِطت الأجهزة خارجيا مع منظومة وافد الطبية التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لضمان مواءمة سياسات فحص السل وعلاجه بين دول المجلس، وتعزيز الرقابة الصحية للوافدين.
ولضمان نجاحه؛ اعتُمِد فحص (الايجرا) في هذا البرنامج لتشخيص السل الكامن، وهو فحص عالي الحساسية والدقة؛ إذ تؤخذ عينة دم وتحلل باستخدام أجهزة متقدمة قادرة على استيعاب أكثر من 100 عينة دم يوميًا، مما يسهل عملية الفحص ويسرعها، ويضمن الكشف المبكر والفعال عن الحالات الكامنة قبل تحولها إلى مرض نشط.
صاحب الإطلاق حلقة عمل تدريبية شارك فيها (200) مشارك من الأطباء والممرضيين والفنيين ونقاط ارتكاز برنامج فحص وعلاج السل الكامن في محافظات سلطنة عمان المختلفة ومن المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية والمدينة الطبية الجامعية ومستشفى شرطة عمان السلطانية، وحاضر خلالها محاضرون من وزارة الصحة والشركة المنفذة.
وقد هدفت الحلقة إلى تدريب المشاركين على مشروع برنامج فحص وعلاج السل الكامن، وتناولت محاضراتها: استعراض الوضع الوبائي للسل في سلطنة عمان، وتحديثات برنامج فحص اللياقة الطبية، واستعراض تجربة عيادة المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة مسقط في علاج السل الكامن لدى الوافدين، المجتمعات الأكثر صحة هي الأقوى.
تجدر الإشارة إلى أن السل لا يزال يشكل تحديًا صحيًا عالميًا، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى تشخيص قرابة 10.8 مليون شخص بمرض السل في عام 2023، وهو أعلى رقم مسجل منذ بدء المراقبة العالمية في عام 1995. ورغم انخفاض عدد الوفيات المرتبطة بالسل من 1.32 مليون في عام 2022 إلى 1.25 مليون في عام 2023، إلا أن المرض عاد ليكون السبب الرئيس للوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية في العالم كذلك تشير التقديرات إلى أن ربع سكان العالم مصابون بالسل الكامن.
وعلى المستوى المحلي؛ تُعد سلطنة عمان من الدول ذات معدل الإصابة المنخفض بمرض السل، حيث بلغ معدل الإصابة 8.0 لكل 100,000 من السكان في عام 2023. وتُعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع معدل الإصابة لغير العمانيين، الذين يشكلون غالبية الحالات المسجلة. أما بين العمانيين، فقد بقي معدل الإصابة ثابتًا منذ عام 2018. وفي عام 2024، سُجلت 419 حالة سل، منها 331 حالة لغير العمانيين، إضافة إلى 18 حالة وفاة و3 حالات سل مقاوم للأدوية.
وضمن جهودها لمكافحة السل؛ أطلقت سلطنة عمان الإستراتيجية الوطنية للقضاء على السل في 24 مارس 2021، الهادفة إلى خفض نسبة الإصابة إلى أقل من 100مصاب لكل مليون شخص بحلول عام 2035، وذلك بالتركيز على الوقاية والتشخيص والعلاج والتعزيز. ويأتي مشروع فحص وعلاج السل الكامن كونه جزءا من هذه الإستراتيجية، حيث يستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المخالطين لحالات السل والقادمين من دول ذات معدلات إصابة مرتفعة، لمنع تحول العدوى الكامنة إلى مرض نشط والحد من انتشار المرض في المجتمع.