تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي يأتي هذا العام تحت شعار "تبرعوا بالدم، امنحوا الأمل: بدمائنا جميعا ننقذ الأرواح"؛ احتفلت وزارة الصحة ممثلة بدائرة خدمات بنوك الدم اليوم (الأربعاء) بفندق انتر سيتي مسقط بتكريم المتبرعين بالدم.
رعى الاحتفال سعادة سليمان بن ناصر الحجي - وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية - بحضور جمع من المتبرعين والمسؤولين والمدعوين.
وقد ألقت الدكتورة زينب بنت سالم العريمية مديرة دائرة خدمات بنوك الدم بوزارة الصحة كلمة قالت فيها: "تُعد خدمات بنوك الدم من الخدمات الضرورية في النظام الصحي، حيث تدعم العمليات الطبية والجراحية المعقدة والمصابين بفقر الدم كمرضى الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي والأشخاص المصابين في الحوادث والكوارث وغيرها، وركيزة أساسية في تقدم الرعاية الطبية. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك، ما شهدته سلطنة عمان من إنجاز طبي في برنامج زراعة الأعضاء بإجراء أول عملية لزراعة القلب، والتي كان فيها للمتبرعين بالدم والصفائح دور في إنجاحها".
وأضافت: "في الرابع عشر من يونيو من كل عام يجتمع العالم ليحتفي باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، تقديرًا وعرفانًا لأولئك الذين يهبون دماءهم طوعًا دون مقابل. ويأتي احتفالنا هذا العام تحت شعار "تبرعوا بالدم، امنحوا الأمل: بدمائنا جميعًا ننقذ الأرواح" ليؤكد الدور العظيم الذي يؤديه المتبرعون بالدم، ويبرز قوة التضامن المجتمعي في هذا العمل الإنساني النبيل".
واستطردت: "إننا نفخر اليوم بما حققته بنوك الدم من تطور ملحوظ، حيث بلغت نسبة التبرع الطوعي 98%، وهي من أعلى النسب عالميًا، كما بلغت نسبة المتبرعين العمانيين 76%، وهي مؤشرات مشرفة تدل على وعي المجتمع وروح المسؤولية الوطني".
بعدها ألقى سليمان بن عامر الحوقاني نيابة عن زملائه كلمة المتبرعين أوضح فيها أن تبرع المتبرعين بالدم لم يكن طلبًا للتكريم أو سعيا وراء مقابل، بل هو نابع من إيمان صادق ويقين راسخ بأهمية هذا العمل العظيم، الذي يجسد أسمى معاني التضامن والتكافل.
مؤكدا أن التبرع بالدم واجب ديني، ووطني، وإنساني يحتم على الجميع أن يمد يد العون لمن هم في حاجة إليه، والعمل بروح الجسد الواحد من أجل بناء مجتمع سعيد وآمن، حيث تكون الإنسانية عنوانه، والبذل والعطاء نهجه.
وقال الحوقاني : "إنني ومن هذا المنبر، أوجه ندائي الأخوي لكل فئات المجتمع، بأن يجعلوا من التبرع بالدم عادة مستمرة، ومسؤولية مجتمعية، وواجبًا إنسانيًا، كما أحث الجميع للمبادرة إلى التبرع بالدم، إحياءً للنفوس، وتجسيدًا لمعاني الرحمة".
كما شمل برنامج الحفل كلمة شكر من البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء ألقتها الدكتورة نورين البلوشية – استشارية جراحة أورام الكبد والمرارة والبنكرياس وزراعة الكبد بالمستشفى السلطاني. رئيسة الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء - ، وكلمة أخرى للمكرم الدكتور صالح بن سيف الفهدي – عضو مجلس الدولة – حول أهمية التبرع بالدم.
وفي نهاية الحفل كرم سعادة سليمان بن ناصر الحجي – وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية . راعي المناسبة - المحتفى بهم البالغ عددهم (50) متبرعا ومتبرعة، من بينهم المتبرعين أصحاب فصائل الدم النادرة؛ إضافة إلى متبرعين بالصـفائح الدموية.
كما شمل برنامج الحفل تكريم (21) مؤسسة حكومية وخاصة وأهلية وهي الجهات والمؤسسات والأفراد المتعاونون مع دائرة خدمات بنوك الدم باستمرار والمساهمون في إنجاح حملات التبرع بالدم .
تجدر الإشارة الى أن هـذا التكريم يأتي ثمرةً للتعاون المستمر بين المتبرعين ودائرة خدمات بنوك الدم ولتوثيق أهمية ذلك التعاون لما له من أثر إيجابي فعال للارتقاء بخدمات نقل الدم في سلطنة عمان.
كما يأتي التكريم تثمينا من وزارة الصحة للصنيع والسلوك النبيل والمتحضر للمتبرعين بالدم ، واعترافا من الوزارة لمواقفهم الجميلة ليستمروا في المزيد من العطاء وتحفيزا لفئات المجتمع الأخرى كي يسيروا على النهج نفسه، وللقاء معا كأسرة واحدة يحمل أفرادها الحب والإيثار والتضحية والشكر .
وفي هذا الخصوص تدعو وزارة الصحة المواطنين والمقيمين إلى التبرع بالدم والاستمرار في هذا العمل الانساني النبيل الذي تعود منافعه على الفئات المحتاجة إليه، علما أن هناك إقبالا كبيرا على التبرع الطوعي من المتبرعين الذين تخطى عدد تبرع بعضهم الـ 200 مرة.