أوصى المؤتمر العربي الرابع والعشرون الذي استضافته سلطنة عمان والذي نظمته وزارة الصحة والمنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية بالشراكة مع شركة المواساة للخدمات الطبية على مدى يومين والذي اختتمت أعماله اليوم الخميس بفندق شيراتون بمسقط، في أجواءٍ من التناغم والتفاعل والمناقشات المثرية بعدد من التوصيات الرئيسية للمؤتمر جاءت كالتالي:
تعزيز التكامل بين القطاعات الثلاثة الحكومي، والخاص، والثالث (المؤسسات غير الربحية) في تحقيق الوصول العادل للخدمات الصحية، مع أهمية قيام القطاع الحكومي بتحديد الفجوات التي يرغب في تغطيتها من قبل القطاعين الخاص والثالث، من حيث المجالات والتخصصات أو الأماكن الجغرافية المطلوب تغطيتها.
بناء منظومة استجابة وطنية وإقليمية فعّالة للكوارث والطوارئ الصحية تقوم على التكامل بين القطاعات المختلفة، مع تطوير منصات مشتركة للإنذار المبكر وإدارة الأزمات، مع أهمية تنظيم دورات وورش عمل تحاكي فرضيات كوارث صحية مختلفة، تشارك فيها القطاعات الثلاثة بهدف اختبار فعالية خطط الاستجابة، وتحديد الأدوار المطلوبة من كل قطاع.
تطوير التشريعات المحفزة لشراكات التمويل بين القطاعات الثلاثة، لتعزيز نماذج التمويل الحديثة بما يشمل (الوقف الصحي - التأمين الصحي - التأمين التعاوني - المسؤولية المجتمعية والمنظمات والجمعيات الأهلية الصحية).
بناء أطر حوكمة التعاون بين القطاعات الصحية المختلفة لتوضيح الأدوار وتقليل الازدواجية وتعزيز مبادئ الشفافية وبناء الثقة بين الشركاء.
تبني نماذج متقدمة للتحول الرقمي تعتمد على التكامل الإلكتروني بين المنشآت الصحية في القطاعات المختلفة مع التركيز على توظيف الذكاء الاصطناعي، ونظم الصحة الرقمية والطب الافتراضي.
الاستثمار في تأهيل القيادات الصحية على مفاهيم حوكمة الشراكات بين القطاعات المختلفة وإدارة الأزمات، والابتكار، وتبني برامج تدريب عربية مشتركة لتعزيز مفاهيم التعاون بين القطاعات الثلاثة والتحول الصحي.
الإشادة بإطلاق جائزة الأستاذ محمد السليم – رحمه الله – للتميز في القطاع الصحي بنسختها الأولى مع التوصية باستمرارها ودعمها لتحقيق أهدافها مع دعوة الجامعات ومراكز البحوث للمشاركة السنوية في المسابقة البحثية والعمل على نشر أوراق العمل الفائزة على المنصات العلمية العربية.
حث القطاع الصحي الحكومي على دعم القطاع الخاص من خلال برامج الإسناد الحكومي وكذلك قيام القطاع الخاص بتوجيه الجزء الأكبر من مساهماته الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للقطاع الثالث العامل في المجال الصحي، ليتمكن من أداء دوره بفاعلية في تعزيز النظام الصحي.
تعزيز مجالات التعاون بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث في مجال الاستثمارات في القطاع الصحي، بما في ذلك تطوير البنية الأساسية الصحية، وبناء وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى الاستثمار في مجالات الصحة الرقمية وتطبيقاتها بالتعاون مع الشركات التكنولوجية لتطوير حلول مبتكرة للعلاجات وإدارتها خاصة في ظل الذكاء الاصطناعي وما فرضه من توجهات في النظم الصحية الوقائية والعلاجية.
أهمية تعميق الوعي بمفهوم الخطة الصحية في جانبها الوقائي، وتبني مفهوم الصحة في كل السياسات، مع التركيز في الانفاق الصحي على هذا الجانب بما يعزز مبدأ اقتصاديات الصحة.
إنشاء شبكة عربية للتأمين الصحي، تحت مظلة المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بهدف توحيد الجهود في مجال التأمين الصحي وتبادل الخبرات بين القائمين على أجهزة وهيئات التأمين الصحي بالدول العربية، في إطار مهني منظم بخدم التغطية الصحية الشاملة في المنطقة العربية، ودعوة المنظمة لاتخاذ اللازم من ترتيبات لتفعيل هذه التوصيات
وقد شهد المؤتمر في يومه الختامي مشاركة نخبة من المختصين والخبراء الصحيين من مختلف الدول العربية، ونُظمت جلسات حوارية تطرقت إلى الفكر الإداري الحديث في إدارة المستشفيات وتبادلت فيها الخبرات والتجارب بين القيادات الإدارية العربية، من أجل تجويد الخدمات الصحية وضمان الرعاية الصحية المستدامة، حيث أتاح المؤتمر فرصة للنقاش حول التحديات التي تواجه القطاع الصحي في العالم العربي وطرق تحسين أداء المستشفيات والمؤسسات الصحية باستراتيجيات مبتكرة وحلحلة تلك التحديات بالتظافر والتكامل بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص و الثالث ( المنظمات غير الربحية).
واصلت الجلسات الحوارية لليوم الثاني نقاشتها وجرى التطرق في الجلسة الحوارية الثالثة إلى آليات التكامل بين القطاع الحكومي، والقطاعين الخاص والثالث، حيث ناقشت الشفافية والثقة بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث، والحوكمة الفعالة لتحقيق التعاون المستدام بين القطاعين الحكومي والخاص، كما تطرقت إلى تحسين القدرات الإدارية والفنية لتحقيق الشراكات.
كذلك تضمنت الجلسة النقاشية الرابعة "فرص وممكنات التكامل بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث" وتناولت دور القطاعين الخاص والثالث في دعم الابتكار وريادة الأعمال الصحية، وموضوع الربط الإلكتروني بين القطاع الصحي والحكومي، وتعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، كما نوقش فيها دور الصحة الوقائية في المستشفيات الحكومية والخاصة نحو مستقبل أفضل.
وعن " التعاون بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث: تجارب عربية ودولية، تناولت الجلسة الخامسة تجربة مستشفى 57357 في التمويل الأهلي للقطاع الصحي، وتجربة مستشفى شفاء في تحسين بعض الخدمات الصحية، ودور القطاع الخاص والثالث والوقف الصحي في تمويل المشروعات الصحية – تجربة دولة الكويت، وسلطت الضوء على تجربة المملكة العربية السعوديةفي صندوق الوقف الصحي، وكذلك على تجربة المملكة الأردنية الهاشمية في التكامل القطاعي في إدارة الأزمات الصحية.
فيما استعرضت الجلسة السادسة أوراق عمل الفائزين بالمسابقة البحثية لجائزة الأستاذ محمد السليم – رحمه الله- للتميز في القطاع الصحي، وفي الختام تم تكريم المشاركين في المؤتمر وأخذ صورة تذكارية جماعية .
وتوجه المشاركون في المؤتمر بالشكر والتقدير إلى سلطنة عُمان، حكومة وشعباً، لاستضافة أعمال هذا المؤتمر ، ولوزارة الصحة بسلطنة عُمان، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية وشركة المواساة للخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية، على تنظيم هذا المؤتمر.
كما وجهوا شكرهم إلى معالي الدكتور/ هلال بن علي بن هلال السبتي – وزير الصحة ، وسعادة الدكتور/ أحمد المنظري – وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي – وزارة الصحة، للتعاون المثمر وكرم الضيافة وحسن الاستقبال.
ووجهوا شكهرهم لأصحاب المعالي والسعادة والخبراء المتحدثين في المؤتمر لإثرائهم المؤتمر بالأفكار الواقعية والبناءة لمواجهة تحديات التكامل بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث، وعرض تحديات وفرص ومُمكنات هذا التكامل.
الجدير بالذكر إن هذا المؤتمر يسلط الضوء في المقام الأول على أهمية التكامل بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث، في تعزيز النظم الصحية خاصة في مجال تقديم التغطية الصحية الشاملة والاستدامة المالية للمشروعات الصحية بالإضافة إلى عرض التحديات والفرص وممكنات التكامل، فضلاً عن استعراض النماذج الرائدة والتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال

