إنجازٍ طبيٍّ وطنيٍّ غير مسبوق يجسّد التقدّم المتسارع للمنظومة الصحية العُمانية حيث نجح المستشفى السلطاني في تنفيذ أول عملية زراعة قلبٍ صناعي من نوع (HeartMate 3) ، ليُضاف هذا الحدث إلى سجلّ الإنجازات الوطنية الرائدة في المجال الطبي.
ويُعد هذا النجاح ثمرةً للجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الصحة لتعزيز خدمات الرعاية الصحية التخصصية، ورفع كفاءة الكوادر الطبية الوطنية وفق أعلى المعايير العالمية.
وأوضح الدكتور وليد بن عامر البادي – استشاري جراحة القلب – قائلا: قمنا بهذه العملية لزراعة نصف قلب صناعي بالجانب الايسر من القلب ، وهو عبارة عن جهاز يساعد القلب الطبيعي على العمل بشكل صحيح ، يقوم بتوصيل الدم إلى بقية أعضاء الجسم ، هذه العملية لا نقوم بها بأستئصال القلب وانما زراعة جهاز يساعد القلب الطبيعي يمكن المريض من العودة إلى طاقته وحيويته السابقة .
وقال الدكتور قاسم بن صالح العبري – استشاري جراحة قلب بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب – سعيدين اليوم بإضافة هذا النوع من العمليات بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب ، هذا النوع من العمليات هو اضافة للخدمات الجراحية التي يقدمها قسم جراحة القلب، ويخدم فئة كثيرة من المرضى تقطعت بهم السبل للمرضى الذين يعانون من فشل في عضلات القلب، هذا العمليات يجرى كتمهيد لعمليات زراعات القلب التي تجرى بالمركز وكعلاج دائم.
واضاف إلى ان الهدف من هذه العمليات تحسين جودة حياة المرضى وتحسين من الاعراض في نمط حياتهم المعتاد وننجهزهم بصورة احسن لعمليات زراعة القلب.
ويُعتبر جهاز HeartMate 3 (HM3) من أحدث تقنيات الدعم القلبي في العالم، حيث يُزرع جراحيًا داخل الصدر لمساندة البطين الأيسر في ضخ الدم إلى الشريان الأورطي، ما يُساعد المرضى الذين يُعانون من ضعفٍ شديدٍ في عضلة القلب على استعادة وظائفهم الحيوية وتحسين جودة حياتهم.
ويتكوّن الجهاز من مضخةٍ صغيرةٍ تُزرع داخل الصدر وسلكٍ دقيقٍ يتصل بوحدة تحكمٍ خارجية وبطارياتٍ متنقلة، ما يتيح للمريض ممارسة حياته اليومية باستقلالية وأمان.
ويمتاز الجهاز بتقنية التعويم المغناطيسي (MagLev) التي تقلّل الاحتكاك داخل المضخة وتُخفّض خطر التجلطات والنزيف، مما يمنح المريض مستوىً عالياً من الأمان والاستقرار على المدى الطويل.
ويُستخدم هذا النوع من الأجهزة إما كجسرٍ نحو زراعة القلب في الحالات المؤهلة، أو كحلٍّ علاجي دائم للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع لعملية الزراعة، ما يجعل العملية إنجازًا علميًا وإنسانيًا يُعزّز مكانة السلطنة كمركزٍ متقدّم في جراحات القلب التخصصية بالمنطقة.
ويأتي هذا المنجز ضمن مسيرة المستشفى السلطاني في تبنّي أحدث التقنيات الطبية العالمية، وتنفيذ مبادرات نوعية تُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 الرامية إلى تطوير منظومة الرعاية الصحية ورفع جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان.

