ضمن إطار تعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء ودوره الحيوي في إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من فشل الأعضاء، احتفلت وزارة الصحة ممثلة بدائرة البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء اليوم (الخميس) بفندق جراند هرمز-مسقط- باليوم العماني للتبرع بالأعضاء والذي يصادف 19 من ديسمبر من كل عام، أستذكارًا لقيمة العطاء والتضامن في المجتمع العماني والتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء.
رعى الحفل سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية، بحضور عدد من مسؤولي وزارة الصحة والمؤسسات الطبية والعسكرية، وعدد من المجموعات الطبية من مختلف مؤسسات القطاع الصحي في سلطنة عمان.
يأتي هذا الاحتفال استكمالًا لجهود وزارة الصحة في تطوير خدمات التبرع بالأعضاء وزراعتها وتوعية المجتمع بأهمية المشاركة في هذا المجال بالمبادرة بالتبرع بالأعضاء في أثناء الحياة، وكذلك التسجيل في تطبيق شفاء التابع للوزارة للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
تضمن برنامج الاحتفال ورقة عمل للدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مدير دائرة البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء تطرق فيها إلى أبرز إنجازات الدائرة في مجال زراعة الأعضاء خلال العام، حيث قوبلت 30 عائلة من أقارب المتوفين دماغيًا وشُرح لها أهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وبادرت خمس عائلات بالموافقة وزُرعت منها عشر كلى وكبديين لمرضى يعانون من الفشل العضوي ليس لديهم متبرع من الأحياء، ويعد هذا الرقم الأعلى منذ بدء أول عملية زراعة كلى في عام 1988، كذلك نُقلت هذا العام للمرة الأولى كلية من متوفى دماغيًا بين مؤسستين صحيتين وزرعها لمرضى مستحقين.
وشهد برنامج زراعة القرنية زيادة عدد عمليات زراعة القرنيات، حيث بلغت أكثر من 60 عملية زراعة قرنية وجارٍ التوسع في مستشفيات أخرى.
واضاف البوسعيدي: إن مرضى الفشل العضوي جزء من مجتمعنا وهم يعانون بشكل كبير جداً بسبب الضمور العضوي، بحيث أن أغلبهم تصبح حياتهم معتمدة بشكل أساسي على الأجهزة مثل مرضى الفشل الكلوي وهناك من يتوفاه الله قبل توفر عضو بديل منهم مرضى فشل الكبد أو القلب أو الرئتين، وأن هناك أعدادًا كبيرة جداً من الفشل العضوي الذين لا يوجد لديهم متبرعين بسبب الأمراض المزمنة في العائلة أو بسبب عدم الموافقة لتعريض أقاربهم لعمليات التبرع بالأعضاء.
من جانبه قدم الدكتور براين ألباريس من المؤسسة الإسبانية للتبرع وزراعة الأعضاء ورقة عمل تناول فيها تجارب الدول في مجال الأعضاء، وقصص نجاح لمتبرعين ومرضى استفادوا من زراعتها؛ مما أضفى طابعًا إنسانيًا على الفعالية وأظهر الأثر الإيجابي للتبرع.
ويمثل التبرع بالأعضاء منح حياة جديدة لمرضى الفشل العضوي وتشكل قصص متبرعين بالأعضاء مشاعل نور وقصصاً ملهمة لأشخاص اتخذوا قراراً إنسانياً لمنح الحياة لأشخاص لا يعرفونهم ولن يقابلوهم ولكنهم قرروا تحويل الآلمهم وأحزانهم إلى أفراح وسعادة لأشخاص آخرين، إنها قصص ميلاد جديدة من رحم الموت.
ومن أبرز هذه القصص كانت مع آية بنت سليمان الصبارية التي منحها الله حياة جديدة بعد التبرع لها بكلية من متبرع متوفي دماغياً، بعدما عانت لسنوات من الألم والوجع النفسي والجسدي، لتجدد حياتها مرة أخرى ومزيداً من الأمل والتفاؤل.
كذلك تضمن برنامج الحفل التفعيل الرسمي لصفحة البرنامج الوطني في الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة، وإطلاق (بطاقة عطاء) التي تمنح للمتبرعين بالأعضاء في أثناء الحياة تقديرا واحتفاءً بعطائهم ودورهم الإنساني العظيم.
الجدير بالذكر أن التبرع بالأعضاء يعد من الأعمال النبيلة التي تسهم مباشرة في إنقاذ حياة المرضى؛ فالإنسان هو المصدر الوحيد للأعضاء البشرية، مما يعكس أهمية التبرع سواء في أثناء الحياة أو بعد الوفاة.