احتفلت وزارة الصحة ممثلة بدائرة الصحة المدرسية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ممثلة بمركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي ومنظمة الصحة العالمية اليوم (الاثنين) بمسرح الجامعة العربية المفتوحة ـ مسقط ـ، بتكريم المدارس المعززة للصحة للعام الدراسي 2024/2025.
رعت الاحتفالية الدكتورة سهام بنت سالم بن سلطان السنانية ـ الرئيسة التنفيذية للمدينة الطبية الجامعية -، بحضور سعادة الدكتور جان يعقوب جبور ـ ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان- ، والبروفيسور محمد بن حمدان البادي ـ رئيس الجامعة العربية المفتوحة، وعدد من مديري العموم والدوائر بوزارتي الصحة والتربية والتعليم، ومن مؤسسة الجسر الخيرية، وعدد من ممثلي الهيئات الإدارية والتدريسية.
وشهد الحفل حضور المدارس المتأهلة للتقييم المركزي من مختلف محافظات سلطنة عمان؛ إذ كرمت المدارس الحاصلة على أعلى المستويات الذهبية، بدعم من مؤسسة الجسر الخيرية التي قدمت مشاريع خدمية لكل مدرسة بقيمة 7 آلاف ريال عماني، إضافة إلى تكريم بقية المدارس المشاركة.
وقد حصلت ثلاث مدارس على المراكز الأولى وهي: مدرسة سيح النماء للتعليم الأساسي (١-٣) من تعليمية محافظة شمال الشرقية، ومدرسة الشهامة للتعليم الأساسي (١-٤) من تعليمية محافظة الداخلية، ومدرسة أمامة بنت حمزة بن عبدالمطلب للصفوف (٩-١٢) من محافظة شمال الباطنة، وخلال الحفل كرمت ٢١ مدرسة من مختلف المحافظات التعليمية منها ١٧ مدرسة حصلت على المركز الذهبي، و٤ مدارس على المستوى الفضي.
هذا وقد انطلقت مبادرة المدارس المعززة للصحة منذ العام الدراسي 2005/2004 بمشاركة 19 مدرسة فقط من أصل 1025 مدرسة، بينما وصلت اليوم إلى مرحلة متقدمة جيده بتأهل577 مدرسة من أصل 1303 مدرسة بنسبة مشاركة بلغت 44.2%.
وألقت الدكتورة بدرية بنت محسن الراشدية ـ المديرة العامة للخدمات والبرامج الصحية بوزارة الصحة- كلمة قالت فيها: "إننا نعلم جميعًا بأنه لا يوجد في حياة الأفراد والمجتمعات مؤسسة يمر عليها كل أفراد المجتمع مثل المدرسة؛ إذ يقضي الفرد فيها وقتًا طويلًا. إن المدرسة المعززة للصحة توفر بيئة داعمة لعملية التعلم والصحة في آن واحد، وتسعى دائما وبانتظام إلى غرس النمط الصحي لحياة طلابها وطاقمها والمجتمع من حولها."
وألقى سعادة الدكتور جان يعقوب جبور ـ ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان كلمة قال فيها: "إن مفهوم "المدارس المعززة للصحة" بدأ يتبلور في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، بتطبيق منظمة الصحة العالمية العديد من المبادرات، التي هدفت إلى ترسيخ مفهوم الصحة بمحدداته الاجتماعية والاقتصادية ، إذ وضعَ مشروع "المدن الصحية"، حجرَ الأساس لمفهوم البيئات المعززة للصحة، وفي عام 1995، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة "المدارس المعززة للصحة" خلال المؤتمر الدولي الرابع لتعزيز الصحة في جاكرتا، بإندونيسيا، والتي هدفت من خلالها إلى إيجاد بيئات مدرسية داعمة تحسن صحة الطلاب والمعلمين وأسرهم والمجتمع. وفي سلطنة عمان تعززت المبادرة بالشراكة المؤسسية بين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ومؤسسة الجسر للأعمال الخيرية.
وأضاف سعادته نجتمع اليوم لنحتفي بإنجازات مدارسنا في سلطنة عُمان في هذه المبادرة، التي كان لها دورٌ كبيرٌ في توسيع الأفق وتعزيز الوعي الصحي لدى الطلاب والمعلمين، مما يسهم في الوقاية من المخاطر الصحية، سواء الجسدية أو النفسية، وتأكيد أن المدرسة ليست فقط مكانًا للتعلم الأكاديمي، بل هي أيضًا بيئة مثالية لتعزيز القيم الصحية الإيجابية، وتوفيرِ الخدمات التي تعزز صحةَ جميعِ أفراد المجتمع المدرسي، وأن المدرسة هي المحور الأساسي لغرس السلوكيات الصحية لدى الأجيال الناشئة، وهي مهدُ الانطلاق للمستقبل. ومن هنا، جاءت هذه المبادرة العالمية، لتزيد من عدد المدارس التي نعدها بحقٍّ "مدارسَ معززة للصحة". وبالرغم من اختلاف الظروف المحلية، تظل الرسالة واحدة: المدرسة المعززة للصحة هي التي تلتزم بتقديم بيئة تعليمية صحية ومستدامة".
وألقت كذلك دينا فوزي الخليلية ــ المديرة العامة لمؤسسة الجسر كلمة أوضحت فيها أن حرص مؤسسة الجسر على دعم هذه المبادرة منذ انطلاقتها، للعام الثالث على التوالي، ينبع من إيماننا بأن الصحة والتعليم لا ينفصلان. وأننا لا نرى المدارس فقط مكانًا للتعليم الأكاديمي فحسب، بل مساحات لتشكيل القيم وبناء العادات وتعزيز مفاهيم العافية والرفاه.
وأضافت الخليلية أنه في هذا العام جسدنا التزامنا بتوقيع اتفاقية إستراتيجية مع وزارتي الصحة والتربية والتعليم تمتد على مدى خمس سنوات. تهدف هذه الشراكة إلى دعم المبادرة باستدامة، عبر تمويل مشاريع لأعلى ثلاث مدارس حائزة على التقييم الذهبي، وأن الشراكة هذه لا تعكس فقط التقاء الجهود الصحية والتعليمية، بل تترجم رؤيتنا المشتركة لتأسيس بيئة مدرسية صحية تُعزز التحصيل العلمي، وتنمّي المهارات الحياتية، وتدعم الصحة النفسية، وتبني جيلًا واعيًا ومسؤولًا.
ويأتي هذا النجاح نتيجة ثمرة جهود مستمرة بدأت في مطلع العام الدراسي 2024 بحلقات عمل مركزية ومحلية ، هدفت إلى رفع جاهزية الفرق وتعزيز البرامج الصحية في المدارس.
تضمن الحفل تقديم عرض مرئي للمدارس الحاصلة على أعلى مستوى ذهبي للعام الدراسي 2024/2025، وعزف موسيقي فردي، وعرض مرئي آخرلمشاريع المدارس المعززة للصحة في موسم 2024/2025 .

