وسط لحظة تُجسّد مستقبل الطب وتكرّس التعاون الخليجي في أعلى صوره، وتترجم الأستثمار في المعرفة والتقنية إلى واقع ملموس متجاوزةً حدود المكان وتُجسّد روح التقدم؛ سجّل المستشفى السلطاني حدثًا طبيًا غير مسبوق بعدما نجح بالتعاون مع مركز صباح الأحمد في دولة الكويت في تنفيذ أول عملية في تخصص المسالك البولية عن بُعد باستخدام الجراحة الروبوتية المتقدمة.
خطوة نوعية تُعلن دخول سلطنة عمان مرحلة جديدة من الجراحات الذكية، وترسّخ حضورها في طليعة الدول التي توظّف التقنيات الحديثة لخدمة المرضى والارتقاء بجودة الرعاية الصحية.
وتميّزت العملية بكونها إنجازًا خليجيًا مشتركًا، حيث أتاح النظام الروبوتي للفريقين الجراحيين في مسقط والكويت العمل بتناغم كامل عبر منصة اتصال آمنة فائقة السرعة، مكّنت من التحكم الفوري في الأدوات الجراحية مع توفير رؤية مجسّمة عالية الوضوح، الأمر الذي أسهم في رفع معدلات الأمان وتقليل التدخل الجراحي، إلى جانب تسريع فترة تعافي المريض بشكل ملحوظ.
قال الدكتور قيس بن محمد الهوتي – استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية بالمستشفى السلطاني – إن فريق العمل يحتفي اليوم بنجاح إجراء أول عملية جراحية عن بُعد باستخدام الروبوت الجراحي بين سلطنة عُمان، ممثلة بالمستشفى السلطاني، ودولة الكويت الشقيقة.
وأضاف أن العملية نُفِّذت بمشاركة الجراح الكويتي الدكتور سعد الدوسري، وهو من أبرز المتخصصين في الجراحة الروبوتية وجراحة المسالك البولية، حيث أدار الجانب الجراحي عن بُعد بكفاءة عالية، في تجربة تُعد علامة فارقة في مسار الجراحات الذكية.
وأكد الدكتور الهوتي أن هذا النجاح يمثل خطوة مهمة تخدم سلطنة عُمان، وتأتي انسجامًا مع أهداف وزارة الصحة، ودعمًا لمؤشرات رؤية عُمان 2040 نحو توسيع استخدام التقنيات الصحية المتقدمة وتعزيز جاهزية الكفاءات الوطنية في هذا المجال.
من جانبه، قال الدكتور سعد بن عبدالهادي الدوسري – استشاري جراحة المسالك البولية ورئيس قسم الجراحة في مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك بدولة الكويت – إن هذا اليوم يُعد يومًا تاريخيًا يُسجَّل لصالح التعاون الخليجي في أعلى مستوياته، مؤكدًا أن الفترة ما بين 2014 و2025 شهدت تنفيذ ما يقارب 2000 عملية جراحة روبوتية في تخصصات متنوعة، أبرزها أورام البروستاتا والكلى والمسالك البولية.
وأوضح أن التعاون بين سلطنة عُمان ودولة الكويت يمثل شراكة استراتيجية تتجاوز الإطار الطبي المعتاد، مشيرًا إلى أن هذه العملية تحمل بُعدًا استراتيجيًا يفوق ما تم إنجازه سابقًا، وتنسجم تمامًا مع رؤية المستقبل في كلا البلدين، نحو تسخير التكنولوجيا المتقدمة لخدمة المرضى وتعزيز جودة الرعاية الصحية.ويأتي هذا النجاح ليعزز المكانة الريادية للمستشفى السلطاني في تطبيق التقنيات الطبية الذكية وتطوير منظومة الجراحات المتقدمة، ترجمةً لمسار التحول التقني الذي تتبناه وزارة الصحة، وانسجامًا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في تبنّي الابتكار وتمكين الكفاءات الوطنية.
كما يُجسد هذا التعاون الطبي بين سلطنة عُمان والكويت نموذجًا رائدًا للتكامل الخليجي في تبادل الخبرات وتفعيل الجراحات الروبوتية عن بُعد، ويفتح المجال أمام توسعة هذه التجربة لتشمل تخصصات أخرى، إلى جانب رفع مستوى التدريب والتأهيل الإكلينيكي للكوادر في مجال الطب الرقمي والجراحة الذكية.

