المضادات الحيوية استخدام أمثل نتائج أفضل
قامت اليوم ( الإثنين) وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية والوزارات الأخرى ذات الصلة ، بتدشين واعتماد الخطة الاستراتيجية الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية واعتماد وتدشين الدليل الوطني للمضادات الحيوية واعتماد السياسة الوطنية لنظام الترصد الوبائي للميكروبات المقاومة للمضادات وذلك ضمن الحملة الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية تحت شعار(المضادات الحيوية استخدام أمثل نتائج أفضل ) وجاء حفل التدشين تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجوني وزير الزراعة والثروة السمكية وبحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة وعدد من أصحاب المعالي الوزراء والمكرمين أعضاء مجلس الدولة و أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأصحاب السعادة الوكلاء المعنيين في فندق كراون بلازا ، حيث تهدف الحملة التي تستمر حتى الثاني عشر من شهر مايو الجاري إلى رفع الوعي بمفهوم مقاومة المضادات الحيوية بين العاملين في الرعاية الصحية والمهنيين العامليين في مجال الزراعة والثروة السمكية، وبين أفراد المجتمع والدعوة إلى الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية في قطاعات الصحة والزراعة ، و الحصول علي الدعم من كافة الأطراف المعنية والتنسيق بينها للعمل في اطار خطه وطنيه لمواجهة خطر الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية .
بدأ الاحتفال بكلمة ترحيبية قدمها الدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض المعدية أشار فيها إلى أن اعلان وزارة الصحة بأن مقاومة المضادات الحيوية هو خطر يهدد البشرية جمعاء كما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو) والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية أن مقاومة المضادات الحيوية خطر على الصحة الحيوانية وأنه يهدد الأمن الغذائي العالمي ، وتشير آخر الإحصائيات بأنه على العام 2050 ستسبب مقاومة المضادات الحيوية في وفيات تفوق حجم الوفيات من أمراض السرطان و حوادث الطرق مجتمعة ، وستتسبب في عبء مالي واقتصادي بأكثر من عشرة تريليون دولار أمريكي وأضاف : ان استهلاك المضادات الحيوية في المجال الحيواني يفوق بمائتي مرة استخدامه في الجانب البشري لذا فإن الخطة الاستراتيجية الوطنية هي نتاج عمل مشترك بين وزارتي الصحة والزراعة والثروة الحيوانية ايمانا بالدور المحوري لكا منهما للتصدي لهذه الكارثة ، إن لاستراتيجية الوطنية للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية ترتكز على خمسة محاور في كل الجوانب البشرية والحيوانية وهذه المحاور هي التوعية والتثقيف المراقبة والتقصي للاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية والوقاية ومكافحة العدوى والبحث العلمي .
بعدها قدمت الدكتور أمينة بنت خلفان الجردانية مديرة دائرة مختبرات الصحة العامة المركزية عرضا حول الوضع العالمي والمحلي حول مقاومة المضادات الحيوية حيث ذكرت أسباب ظهور مقاومة المضادات الحيوية وهي الإفراط في استخدام مضادات الميكروبات في المجال الطبي وفي القطاعي الحيواني والزراعي حيث يؤدي هذا الافراط الى خلق ضغطا انتقائيا فالمضاد الحيوي يقضي على البكتيريا الاقل مقاومة بينما الميكروبات المستعصية تنمو وتتكاثر مما يودي الى انتشارها ففي دراسة نشرت في اللانست
بحسب احصائيات من 71 دولة ، وارتفع حجم الاستهلاك العالمي من المضادات الحيوية بنسبة 36% على مدى عشر سنوات من (50 بليون وحدة معيارية الى 70 بليون وحدة معيارية)
50 -60 % ومعظم الوصفات تصرف في المجتمع خارج المستشفيات من هذه الوصفات ليس لها داعي وغير ملائمة طبيا كعلاج التهابات الحلق الفيروسية والرشح والزكام .
وفي نفس الاطار فان الافراط في استخدام المضادات الحيوية لا يقتصر فقط على المجال الصحي بل يتعدا النسبة والمعدل في الانتاج الحيواني والزراعي
فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة يبلغ الاستهلاك في القطاع الحيواني ثلاثة اضعاف الاستخدام في الطب البشري وبنسبة 70%
وحول التحديات الأخرى التي يجب أخذها في عين الاعتبار قالت الدكتورة أمينة : نقص الوعي حيث يركز الاعلام جل اهتمامه على الفاشيات (ايبولا وزيكا وكورونا ) وننسى الخطر الاوسع نطاقا للاستعصاء ومقاومة المضادات الحيوية و تساهم الحوافز العكسية في تفاقم عن طريق التسويق الغير منظم للأدوية استخدام المضادات الحيوية كمحفزات للنمو في تربية الماشية .
بعدها قدم الدكتور أحمد الفارسي قصيدة شعرية معبرة بهذه المناسبة ، ثم قدم الدكتور عبدالمجيد بن حمود الرواحي مدير مركز بحوث الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية عرضا حول العلاقة بين مقاومة المضادات الحيوية والصحة الحيوانية حيث أوضح أن مقاومة مضادات الميكروبات تستخدم في الطب البشري والطب البيطري منذ أكثر من 60 سنة حيثُ تُستخدم للحيوانات من أجل وقايتها وعلاج وتحسين نموها وغذاءها وأضاف : عرفت منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات بأنها مقاومة كائن مجهري ما لدواء مضاد لميكروب ما وكان فعالاً أصلاً في علاج العدوى التي يتسبب فيها
و تطرق إلى استخدام مضادات الميكروبات في أغذية الحيوانات، حيثُ ان الاستخدام الشائع لهذه الميكروبات في أغذية الحيوانات هو لغرض تعزيز نموها ، كما تحدث عن بكتيريا العطيفة، فهي المسبب الرئيسي للأمراض المنقولة عن طريق الأغذية في جميع أنحاء العالم، كما أن لها عواقب اقتصادية وتبِعات صحية ، كما سلط الضوء على بكتيريا المكورات العنقودية، حيثُ أنها أكثر مسببات الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان .
بعدها قامت أسماء بنت محمد الشريقية أخصائية ضبط جودة سلع وخدمات من دائرة ضبط الجودة بالهيئة العامة لحماية المستهلك بتقديم عرضا حول سلامة الأغذية ومقاومة المضادات الحيوية
حيث سلطت الضوء على الأثار السلبية لاستخدام المضادات الميكروبية في أغذية الحيوانات فما إن تتطور الكائنات الحيوية البكتيرية وتنتشر في البيئة المحيطة بنا حتى يتم اتخاذ كافة التدابير الوقائية محليا ودوليا وذلك لأنها قد تنتقل إلينا كبشر من الهواء الملوث بها أو الأغذية التي نتناولها سواء من المنتجات الحيوانية أو النباتية، وتشير الاحصائيات العالمية أن نحو (25 – 30%) من الغذاء العالمي يفقد نتيجة لعوامل التلف والفساد المختلفة وأضافت : ومن هنا تم الأخذ بمبدأ تغذية الحيوانات المعدة للاستهلاك البشري بالمضادات الميكروبية من أجل تقليل إصابتها بالميكروبات والتي قد تنتقل للإنسان مُشكلة خطرا يهدد حياته، وباستمرار استخدام هذه الطريقة ظهرت بعض السلبيات لهذا النظام منها ، ظهور وانتشار أنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والمتطورة جينيا، والتي قد تشكل تهديد لحياة الانسان و أصبحت بعض أنواع البكتيريا مقاومة لأكثر من نوع واحد من المضادات الحيوية، مما يجعل الأمر فائق الصعوبة لعلاج العدوى التي تسببها، كما أن الحفاظ على فعالية المضادات الحيوية هو أمر حيوي لحماية صحة الإنسان والحيوان على حد سواء ، ومن حرص منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة على سلامة الأغذية فقد قامتا بتعزيز النظم الوطنية للرقابة على الأغذية التي تستند إلى المبادئ والخطوط التوجيهية العلمية، والتي تتناول جميع قطاعات السلسلة الغذائية، حيث أولت أهمية خاصة للبلدان النامية التي تسعى إلى تحسين سلامة الأغذية وجودتها من أجل رفع مستوى التغذية كما تطرقت في عرضها لأهمية استخدام المضادات الميكروبية في أغذية الحيوانات و الحرص على الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية وبحدود وكميات معينة، وذلك عند استخدامها للبشر والحيوانات على حد سواء .
وقدمت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية استشارية اولى امراض معديه ومكافحة عدوي و مديرة الدائرة المركزية للوقاية ومكافحة العدوي بوزارة الصحة عرضا حول خطة العمل الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية وتطرقت إلى التحديات التي ينبغي التغلب عليها وهي
- انخفاض مستوي الوعي لدي العامة تباين مستوي الالتزام لدي الحكومات
- تشتت الجهود الحوافز العكسية لموارد والدعم المالي وبناء الشراكة مع المجتمع المدني
- ووقف انتشار ظاهرة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية وتفاقمها في السلطنة
مبنيه علي نهج الخطة الشاملة والصادرة عن منظمة الصحة العالمية
وأضافت : أصبحت مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية خلال السنوات الأخيرة، أحد أهم أسباب فشل معالجة الالتهابات المسببة لها مثل التهاب الدم والتهابات الجهاز التنفسي والجهاز البولي . وقد أدت هذه الظاهرة الخطيرة الي زيادة كبيرة في نسبة مضاعفات المرض، وزيادة إقامة المرضى والوفيات في المستشفيات ونعطي مثالا علي ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، يموت كل عام ما يقارب من مائة الف مريض، نتيجة أصابتهم بأحد الميكروبات المعدية، ويقدر أن 70% منهم يموتون فعليا بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
بعدها قام معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجوني وزير الزراعة والثروة السمكية ومعالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة بتدشين واعتماد الخطة الاستراتيجية الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية ، بعدها قام معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة باعتماد وتدشين الدليل الوطني للمضادات الحيوية واعتماد السياسة الوطنية لنظام الترصد الوبائي للميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية .
بعدها قام راعي المناسبة بتوزيع الشهادات والهدايا على الفائزين في مسابقة البرنامج الإلكتروني لنظافة الأيدي ، ومن ثم قام راعي الحفل والحضور بالمرر بالمعرض المصاحب للحملة والذي أشرفت على تنظميه دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية معرضا علميا يصاحب لحفل التدشين يسلط الضوء على اهم الحقائق المرتبطة بمقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية ، كما يوضح الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال مكافحة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية حيث تم وضع الاستراتيجية الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية داعية الى ضرورة الوعي والترصد والمراقبة والاستخدام الرشيد كذلك مكافحة العدوى واستمرار البحوث والدراسات .
كما تضم الحملة فعاليات جماهرية لأفرد المجتمع يومي 10-11 مايو الجاري في مجمع الافنيوز مسقط بهدف رفع الوعي لمفهوم مقاومة المضادات الحيوية بين العاملين في الرعاية الصحية والمهنيين العامليين في مجال الزراعة والثروة السمكية، وبين أفراد المجتمع
الجدير بالذكر فإن أهم المشكلات التي تُقلق الأطباء والعاملين في مجال صحة الإنسان والحيوان في معظم دول العالم ظاهرة انتشار مقاومة أنواع متعددة من الميكروبات المعدية للإنسان ضد المضادات الحيوية والتي اعتبرها المنتدى الاقتصادي العالمي أحد الاخطار الهامة التي ستواجه شعوب العالم خلال السنوات القادمة. حيث من المتوقع ان تؤدي هذه الظاهرة في المستقبل القريب الى انتشار أوبئة العدوى بعدد من الميكروبات المعدية الخطيرة التي لا يوجد لها مضاد فعال
و أصبحت مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية خلال السنوات الأخيرة، أحد أهم أسباب فشل معالجة الالتهابات المسببة لها مثل التهاب الدم والتهابات الجهاز التنفسي والجهاز البولي . وقد أدت هذه الظاهرة الخطيرة الي زيادة كبيرة في نسبة مضاعفات المرض، وزيادة إقامة المرضى والوفيات في المستشفيات