تعزيزًا وتفعيلًا للصلة بين الصحة والسلام، مع التركيز على الدور الفريد الذي يمكن أن تؤديه برامج الصحة العامة في جمع مختلف الأطراف وتعزيز الثقة، بدأت بالأكاديمية السلطانية للإدارة اليوم (الثلاثاء) أعمال الدورة التدريبية للمبادرة العالمية للصحة والسلام التي تنظمها لثلاثة أيام وزارة الصحة ممثلة بدائرة العلاقات الخارجية والمنظمات بالتعاون مع المجلس العماني للاختصاصات الطبية، وبدعم من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ممثلا بقسم السكان الأصحاء.
رعى بدء أعمال الدورة سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري - وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي - ، بحضور الدكتورة سهام بنت سالم السنانية - الرئيسة التنفيذية للمدينة الطبية الجامعية - ، والدكتور علاء حشيش - رئيس الفريق الفني بمكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان- وعدد من المسؤولين بالوزارة.
وألقى سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري - وكيل الوزارة للتخطيط والتنظيم الصحي – كلمة افتتاحية قال فيها: "إن هذه الدورة التدريبية المهمة تسلط الضوء على الصلة الحيوية بين الصحة والسلام، مستلهمة من التجارب العالمية والإقليمية التي أبرزت الحاجة الملحة لتكامل الجهود في هذا المجال. خلال الأيام الثلاثة المقبلة، سنغوص في مفاهيم الأمن الصحي العالمي، والدبلوماسية الصحية، والعلاقة بين النزاعات وتأثيرها في تقديم الرعاية الصحية، مستعرضين أمثلة حقيقية لتحليل التحديات والفرص في البيئات المتأثرة".
وأضاف: "إن هذه الدورة تمثل خطوة أساسية نحو تعزيز دور العاملين في المجال الصحي ليس ليصبحوا مزودي خدمات فقط، بل أيضًا دعاة للعدالة الاجتماعية والمساواة الصحية، حيثما كان ذلك ممكنًا وآمنًا. سنستكشف معا إستراتيجيات فعّالة لدمج برمجة صحية تراعي الصراعات وتستجيب للسلام، مع التركيز على أهمية المساواة والشمولية وتمكين المجتمعات المحلية".
وأكد أن التحديات التي تواجه البيئات المتأثرة بالنزاعات تتطلب رؤية شاملة وجهودًا منسقة لبناء نظم صحية أكثر مرونة، قادرة على تقديم خدمات مستدامة تُعزز الثقة بين جميع الأطراف؛ إذ تسعى هذه الدورة إلى تمكين القادة والممارسين ليكونوا قادرين على إحداث تغيير ملموس في بناء مستقبل يرتكز على السلام والصحة للجميع.
وأوضح الدكتور علاء حشيش - رئيس الفريق الفني بمكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان - أن منظمة الصحة العالمية تؤمن بأن "الصحة للجميع" ليست مجرد شعار، بل هي حجر الأساس لتحقيق السلام العالمي. ومنذ تأسيسها، تبني المنظمة أنظمة صحية مستدامة وشاملة تكون قادرة على تعزيز السلام في المجتمعات الهشة والمتأثرة بالنزاعات.
تركز الدورة خلال أيام انعقادها الثلاثة على الصحة العامة العالمية، والأمن الصحي العالمي، ومبادرة الصحة والسلام العالمية، والدبلوماسية الصحية، وفرص بناء السلام بالصحة.
تهدف الدورة إلى أن تكون مصدرا للتطوير المهني المستمر للأفراد العاملين في الرعاية الصحية، والاستجابة الإنسانية، والتنمية، وستزود المشاركين بالمفاهيم الأساسية للصحة والسلام، وتعزيز البرمجة الحساسة للصراع، والجهود الإنسانية التي ستسهم في حل النزاعات، ومنع العنف، والدفاع عن مبادرة GHPI على المستويين الوطني والإقليمي.
تغطي الدورة التدريبية المفاهيم الرئيسة المتعلقة بالصحة والسلام والروابط بينهما، والأمن الصحي العالمي، والدبلوماسية الصحية. كما تتضمن الدورة دراسات حالة من الواقع لتمكين التحليل النقدي لوجهات النظر المتكاملة بين الصحة والسلام، واستكشاف تأثير النزاعات في الصحة وتقديم الرعاية الصحية. وتناقش الدورة كذلك تصميم مبادرات صحية شاملة ومنصفة وتنفيذها، تُخصص للمجتمعات المتضررة لتعزيز الثقة في القطاع الصحي وتعزيز التماسك الاجتماعي.
تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز الصلة بين الصحة والسلام وتفعيلها، مع التركيز على الدور الفريد الذي يمكن أن تؤديه برامج الصحة العامة في جمع مختلف الأطراف وتعزيز الثقة. وتهدف إلى الإسهام في التماسك الاجتماعي، وبناء القدرة على التحمل، وتعزيز بناء الثقة على مستوى المجتمع. وتتماشى هذه المبادرة مع الأهداف الأوسع لمنظمة الصحة العالمية في إطار "برنامج العمل العام الرابع عشر"، التي تسهم في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وحماية فضلى خلال حالات الطوارئ الصحية، وتحسين الصحة والرفاه.
تجدر الإشارة إلى أن إطلاق مبادرة الصحة والسلام (HOPE) كان في عام 2019 مجهودا مشتركا بين وزارة الصحة في سلطنة عمان وحكومة سويسرا في منطقة شرق المتوسط، والتي تطورت لاحقًا إلى المبادرة العالمية للصحة والسلام (GHPI) في عام 2021.