ضمن إطار تعزيز الصحة العامة والرفاهية في مؤسسات التعليم العالي أقيم صباح اليوم (الأحد) بالقاعة الرئيسية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، حفل تكريم مميز للمؤسسات المشاركة في مبادرة مؤسسات التعليم العالي المعززة للصحة للعام الأكاديمي 2023-2042، بتعاون مشترك بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار ومؤسات التعليم العالي الحكومية والخاصة.
رعت المناسبة معالي الأستاذة الدكتورة/ رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة -التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار-، بحضورعدد من أصحاب السعادة الوكلاء، بالإضافة لعدد من ممثلي المؤسسات التعليمية المشاركة.
هدفت المبادرة إلى الارتقاء بصحة الطلاب والهيئة الأكاديمية والعاملين في مؤسسات التعليم العالي بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة وتعزيز مفهوم الصحة الشاملة داخل الحرم الجامعي، حيث يقضي الفرد فيها وقتًا طويلاً مما يتيح الفرصة للتأثير فيهم بما يخدم ثقافة المجتمع ويحدد مستقبله، كذلك توفر مؤسسات التعليم العالي المعززة للصحة بيئة داعمة لعملية التعلم والصحة في آن واحد وتسعى بشكل دائم وبصورة منتظمة ومدروسة إلى غرس وتشجيع النمط الصحي لحياة طلابها وطاقمها والمجتمع من حولها.
الدكتورة شمسة بنت أحمد الحارثية رئيسة قسم خدمات الصحة الجامعية بدائرة الصحة المدرسية والجامعية بوزارة الصحة قالت: لقد تم تدشين مبادرة مؤسسات التعليم العالي المعززة للصحة في عام 2022، حيث تم تدريب نقاط ارتكاز من 49 جامعة و كلية في سلطنة عمان في العام الأكاديمي 2023/2024، وشهدنا انطلاق هذه المبادرة بمشاركة ست من الجامعات والكليات من مؤسسات التعليم العالي، حيث تأهلت ثلاث مؤسسات على حسب اشتراطات المبادرة بالمستوى الذهبي وهي: جامعة الشرقية التي حازت (المركز الأول)، فيما نالت جامعة البريمي (المركز الثاني) ، وحصلت جامعة الخليج على (المركز الثالث).
وأضافت: لقد بدأت رحلة التحضير للمبادرة للعام الدراسي 2023/2024 من خلال عقد حلقات عمل تدريبية المستوى المركزي للمدربيين الأساسين من جميع المحافظات تبعتها ورش وتدريب على مستوى المحافظات، وكان للمبادرة الأثر في نشر الثقافة والسلوكيات الصحية بين الطلاب والهيئات الأكاديمية والعاملين في مؤسسات التعليم العالي التي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية، وخلق جيل من الشباب خال من عوامل الخطر المختلفة مثل السمنة والتغذية غير السليمة والتدخين وغيرها، كما كان للمبادرة دورا بارزا في نجاح عدد من البرامج مثل: برنامج المدن الصحية الذي يعتبر أحد عوامل النجاح في تطبيق مبادرة المدراس المعززة للصحة، حيث كانت التجربة الأولى للمبادرة في محافظة البريمي، والآن تقوم المبادرة بنفس الدور ولكن من خلال قطاع آخر وهو قطاع مؤسسات التعليم العالي من باب توثيق التعاون والشراكة بين الطلاب وإدارات المؤسسات التعليمية والمجتمع في مجال تعزيز الصحة، وهذه المبادرة ليست مجرد مشروع قصير الأمد، بل هي جزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء مجتمع صحي ومستدام، وهي تترجم التزام وزارة الصحة بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي لتحقيق صحة أفضل للأجيال القادمة.
كما أشارت الدكتورة شمسة في كلمتها إن تعزيز الصحة مهمة كبيرة ومهمة تتقاطع مع العديد من الأنشطة والمواضيع المتنوعة والعوامل البشرية المترابطة، التي تمثل تحديا كبيرا لإدارة المؤسسات، لذلك كان من الضروري وضع استراتيجيات مناسبة لتنفيذ المبادرة، بما في ذلك: التسويق للمبادرة وعرض أثرها الإيجابي في الحد من الأمراض غير المعدية وبناء الشراكات والتعاون مع جميع القطاعات التي يمكن أن تسهم في تنفيذ المبادرة والتطوير المستمر للسياسات والبرامج والخطط بالمبادرة، كذلك إيجاد خطة للتأكد من مراقبة المبادرة ومتابعتها وتقييمها بانتظام.
من جانبها أكدت الدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكارعلى أهمية المبادرة في رفع الوعي الصحي والنفسي في الوسط الجامعي بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاعين الحكومي والخاص لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها عبر تأسيس بيئة تعليمية صحية تسهم في تحسين الأداء الأكاديمي للطلبة وتحقيق رفاهيتهم.
وأشادت الدكتورة مريم بجهود المؤسسات التعليمية التي تبنت المبادرة عبر توفير خدمات الصحة النفسية، وتشجيع النشاط البدني من خلال تنظيم فعاليات رياضية، وتفعيل برامج التوعية بالتغذية الصحية وغيرها من الممارسات الصحية التي تخدم الأهداف الاستراتيجية للحكومة في بناء مجتمع صحي مستدام تحقيقاّ لرؤية عمان 2040.
تضمن الحفل عرضًا تقديميًا عن إنجازات المؤسسات المشاركة، حيث تم تسليط الضوء على البرامج والمبادرات التي تم تنفيذها لتعزيز الصحة.
وفي ختام الحفل، تم توزيع الجوائز والشهادات التقديرية على المؤسسات المتميزة التي أظهرت التزاما استثنائيًا في تطبيق معايير الصحة والرفاهية.