وزارة الصحة تعلن إطلاق التوسع في فحص الأطفال حديثي الولادة وتعزيز الفحص الطبي قبل الزواج
● الاحتفاء بإنجاز جديد في مجال الرعاية الصحية الوقائية في سلطنة عمان
في إطار الحرص الذي تبذله سلطنة عمان لتعزيز صحة المجتمع والارتقاء بجودة حياة المواطنين والوقاية من الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية، أطلقت وزارة الصحة تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد بن خلفان المعمري الموقر، وزير الأوقاف والشؤون الدينية بحضور معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي وزير الصحة اليوم الأربعاء بفندق جراند ميلينيوم مسقط برنامج التوسع في فحص الأطفال حديثي الولادة وتعزيز الفحص الطبي قبل الزواج.
حضر المناسبة أصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة، ووكيل وزارة التنمية الاجتماعية ومديرو العموم بوزارة الصحة، وشهد الحفل حضور نخبة من الشخصيات الوطنية والمجموعات الطبية المتخصصة .
وفي كلمته في أثناء إطلاق البرنامجين الحيويين قال سعادة الدكتور سعيد بن حارب بن مناع اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية "إن هذين البرنامجين من البرامج الصحية الوقائية - برنامج الفحص الطبي قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية ، وبرنامج فحص المواليد حديثي الولادة عن أمراض الدم الاستقلابية يأتيان لتحقيق مستهدفات أولويات الصحة في رؤية عمان . ٢٠٤٠ محليا وعالميا ، حيث تشكل هذه الأمراض عبئا اجتماعيا واقتصاديا على الفرد والمجتمع والأنظمة الصحية ، وتشير آخر المسوحات الصحية بوزارة الصحة بأن نسبة انتشار هذه الأمراض تصل إلى ٩.٥ % ، لذلك أصبح استحداث برامج وقائية تعنى بالكشف المبكر عن هذه الأمراض ضرورة للحد من انتشارها، وانطلاقا من مبدأ التغطية الصحية الشاملة سواء كان بنشر مظلة التغطية بالمؤسسات الصحية أو إيجاد برامج موجهة للفرد والمجتمع ، تعاونت وزارة الصحة مع جميع القطاعات ذات العلاقة بوضع خطة وطنية تفصيلية ورفعها لمجلس الوزراء الموقر.
وقال سعادته: بارك مجلس الوزراء الموقر تنفيذ هذه البرامج المهمة على ثلاث مراحل وهي: أولا: يكون الفحص قبل الزواج اختياريا خلال عامي ٢٠٢٤ - ٢٠٢٥ وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج. ثانيا : استمرار الفحص اختياريا مع توسيع نطاق الفحص بإدخال الفحص لطلبة الصف العاشر مع بداية العام الدراسي ٢٠٢٥-٢٠٢٦ ثالثا : إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج في عام ٢٠٢٦م وإصدار التشريع الملزم للفحص فقط شرطا أساسيا لاستكمال إجراءات عقد الزواج".
خلي البداية صح"
وقالت الدكتورة جميلة بنت تيسير العبرية طبيبة استشارية صحة عامة، مديرة دائرة صحة المرأة والطفل : "أطلقت اليوم الحملة الإعلامية الوطنية تحت شعار "خلي البداية صح" حيث وضعت خطة عمل لتنفيذ الحملة على مدار عام كامل خلال عام 2025 مرحلةً تمهيديةً لتطبيق إلزامية الفحص في عام 2026، وستتضمن الحملة ثلاث مراحل، حيث ستمتد كل مرحلة أربعة أشهر: تركز المرحلة الأولى للحملة على التعريف ببرنامج الفحص الطبي قبل الزواج وأهميته. وفي المرحلة الثانية سيركز على الآثار الصحية المترتبة على الإصابة بالأمراض الوراثية والمعدية. أما في المرحلة الثالثة فسيكون التركيز على موضوع إلزامية الفحص قبل الزواج كونه أحد مستلزمات واشتراطات إتمام عقد الزواج.
وأضافت تستهدف الحملة التوعوية في رسائلها التوعوية جميع فئات المجتمع خاصة المقبلين على الزواج، وأولياء الأمور وسينشر خلال الحملة الرسائل التوعوية السمعية والبصرية خلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، وستتضمن الأنشطة المقرر تنفيذها ضمن خطة التواصل التوعية المباشرة للمجتمع وفي المؤسسات الصحية والتوعية بوسائل الإعلام المختلفة وكذلك نشر وبث المواد التوعوية.
وأشارت إلى أن التحضير لتنفيذ هذه الحملة أعد بالمواد التثقيفية السمعية والمرئية المختلفة، وعقد كذلك لقاء تعريفي بداية الشهر دعيت فيه القطاعات المشاركة والمعنية بموضوع الحملة الوطنية حيث عرف في اللقاء بالحملة وأهدافها وتدريب المشاركين من القطاعات المشاركة في تنفيذ الحملة. حيث إن تعاون القطاعات المختلفة من الركائز الرئيسة لإنجاح الحملة بحشد الجهود والطاقات، ونشر رسائل موحدة كل في مجاله لنشر المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم والتصدي لبعض التحديات التي تواجه البرنامج مثل بعض السلوكيات في المجتمع المرتبطة بالزواج كإجراء الفحص بعد عقد القران.
فيما أكدت الدكتورة رية بنت سعيد الكيميانية طبيبة اختصاصية صحة عامة، رئيسة قسم الفحص الطبي قبل الزواج أن الزواج هو اللبنة الأساسية لتكوين المجتمع، وركيزة بناء العلاقات العاطفية والصحية الأسرية، فإذا كان الزواج صحيا فهو قادر على أن يحمي أفراد الأسرة من الأمراض الوراثية أو المعدية، ويسهم في بناء أسرة سعيدة ومستقرة، وأولى خطوات البداية السليمة لتكوين الأسرة بعد الاختيار المتكافئ في الجوانب الاجتماعية هو التوافق الصحي وهذا ما يضمنه الفحص الطبي قبل الزواج.
وقالت: "الفحص الطبي قبل الزواج هو أحد البرامج الصحة الوقائية وتصنفه منظمة الصحة العالمية جزءا من الرعاية السابقة للحمل، ويعرف الفحص بأنه تقديم المشورة وإجراء الفحوصات المخبرية للمقبلين على الزواج للتأكد من عدم ارتباط الزواج بمخاطر صحية قد تؤثر في أحد الزوجين أو كليهما أو أبنائهم في المستقبل، بالكشف إذا ما كان أحد الطرفين أو كلاهما حاملا أو مصابا بأحد الأمراض المشمولة في الفحص والتي قد تنتقل إلى الأبناء أو بين الزوجين بهدف بناء أسرة سليمة صحية. ويهدف الفحص الطبي قبل الزواج إلى: الحد من انتشار لبعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا "ب") وبعض الأمراض المعدية المنقولة جنسيا مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي "ب"، الالتهاب الكبدي "ج"،و نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل، تقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، كما يساعد على تجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع.
وأشارت: طبقت خدمة الفحص الطبي قبل الزواج في سلطنة عمان منذ عام 1999م وهي خدمة متاحة اختياريا في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية الحكومية تحديدا المراكز الصحية، حيث يتقدم المستفيد إلى المؤسسة الصحية ويطلب الخدمة، ومن ثم يعاينه الطبيب ويأخذ عينة الدم منه، ويحدد موعدا له لأخذ المشورة الطبية بناءً على نتائج الفحوصات.
إن وزارة الصحة اعتمدت برنامج الفحص المبكر قبل الزواج كونه وسيلة وقائية فعالة للحد من انتشار الأمراض المعدية والتشوهات الخلقية ولخفض حدوث وفيات الأطفال عن هذه الأمراض، ويركز حاليا على خدمة الفحص الطبي قبل الزواج على أمراض الدم الوراثية، حيث تصل نسبة الإصابة بهذه الأمراض في سلطنة عمان الى 9,5% حسب آخر الإحصائيات، إلا أن حزمة الفحص من المقرر تعزيزها بحلول العام القادم لتشمل الأمراض المعدية التي يمكن علاجها لحماية أفراد الأسرة من تناقلها مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي ب، الالتهاب الكبدي ج، نقص المناعة المكتسب (الإيدز) ومرض الزهري.
وتتضمن الخدمة أيضا التقصي عن وجود أمراض وراثية أخرى في العائلة ومن ثم يتم التعامل مع هذه الحالات حسب النظام المعتمد في وزارة الصحة وتحويلها إلى المختصين في المركز الوطني للصحة الوراثية إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وتعد التوعية عن أهمية الفحص لخفض المراضة والوفيات الناتجة عن هذه الأمراض والتقليل من الانعكاسات والآثار المرتبطة بها سواء كانت آثارا صحية أو اجتماعية أو اقتصادية ركيزة أساسية لرفع وعي المجتمع ولزيادة الإقبال على الخدمة ، من هنا جاءت أهمية تنفيذ حملة توعية إعلامية وطنية خاصة بهذا الموضوع للمجتمع لنشر الوعي بين أفراده والقطاعات المختلفة عن أهمية الفحص قبل الزواج والتعريف بآلية الفحص والجوانب الصحية والاجتماعية والدينية المترتبة عليه، وكذلك للترويج لبدء التفعيل الرسمي لخدمة الفحص قبل الزواج أحد مستلزمات إتمام عقد الزواج مع بداية عام 2026.
وحول البرنامج الثاني وهو فحص المواليد قالت الدكتورة نادية بنت موسى الهاشمية، استشارية أولى أمراض وراثية كيميائية بالمركز الوطني للصحة الوراثية "إن التشخيص الإكلينيكي التقليدي قد يؤدي إلى تأخير التدخل العلاجي، بينما يوفر الفحص المبكر فرصة فريدة لتحديد الحالات في مراحلها الأولى، مما ينعكس إيجابًا على صحة الأطفال وجودة حياتهم، ويشمل البرنامج إضافة فحوصات جديدة إلى الحزمة الوطنية الوقائية التي تتضمن حاليًا فحص قصور الغدة الدرقية، وفحص السمع، والفحص الإكلينيكي لحديثي الولادة، ومع توسيع البرنامج سيفحص 62 مرضًا وراثيًا وأيضيًا باستخدام 22 مؤشرًا كيميائيًا، ومن أبرز هذه الأمراض: الأمراض الاستقلابية القابلة للعلاج مثل الفينيل كيتونوريا (PKU)، ومرض بول القيقب (MSUD)، واضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية، والأمراض الهرمونية مثل قصور الغدة الدرقية الخلقي وفرط تنسج الكظر الخلقي.
وأضافت: يبدأ البرنامج تدريجيًا في محافظة مسقط لدراسة التحديات ومعالجتها قبل التوسع إلى باقي المحافظات في سلطنة عمان، مما يعزز دقة البيانات واستعداد الفرق الطبية والفنية، ، كما سيسلط الضوء على أهمية البرنامج ودوره في حماية الأطفال من الأمراض الوراثية الخطيرة، وحول آلية التنفيذ والتحضيرات الفنية أشارت الدكتورة الهاشمية إلى أن البرنامج يعتمد على تقنيات متقدمة مثل الطيف الكتلي المزدوج، مما يسمح بفحص عدة أمراض من عينة دم صغيرة مأخوذة من كعب قدم الطفل خلال اليومين الثاني أو الثالث بعد الولادة، وقد جهزت المختبرات الوطنية بأحدث المعدات مع تدريب الفرق الطبية لضمان دقة التشخيص وسرعته والمتابعة.
وأكدت الدكتورة نادية الهاشمية دور الأسرة في نجاح البرنامج بالالتزام بإجراء الفحوص في الوقت المحدد والتعاون مع الفرق الطبية، وأضافت: "صحة أطفالكم أمانة، والفحص المبكر هو الخطوة الأولى لضمان مستقبل صحي لأبنائنا"، حيث يعد برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة خطوة طموحة تسعى سلطنة عمان من خلالها إلى تحقيق رؤية وطنية تركز على تعزيز الصحة العامة وضمان بداية حياة صحية لكل مولود.