تمكن فريق طبي بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني من إجراء نوع جديد من جراحات القلب باستخدام تقنيات متقدمة وفق أحدث العلاجات الدولية عبر التدخل المحدود دون الحاجة لفتح القفص الصدريّ .
ترأس الفريق الدكتور قاسم العبري استشاري جراحة القلب للكبار في المستشفى السلطاني والمشرف على الملتقى الثاني عشر لبرنامج إعادة التقييم للتدخل الجراحي المحدود في جراحات القلب في مستشفى الميثوديست في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية والمشرف على الفريق الطبي المنفذ للعمليات المذكورة.
وقد شارك في هذه العمليات الجراحية والاستعداد لها فريق متكامل يشمل الكوادر الطبية من مختلف أقسام المركز من بينها فريق التخدير برئاسة الدكتور إسحاق العامري وفريق التمريض في غرفة العمليات الجراحية برئاسة الممرضة حميدة الخاطرية وفنيي التروية القلبية برئاسة صالح الكيومي بالإضافة إلى فنيي التعقيم برئاسة علي الجابري.
وقد أشاد الدكتور قاسم العبري بروح التعاون العالية التي حظيّ بها الفريق الذي لولاه ما كان لهذا العمل أن يكتمل بهذه المهنية والجودة والدقة في الأداء وتقديم الرعاية الصحية للمرضى مؤكدا أن هذه الكوادر الطبية ثروة وطنية يُفتخر بها.
وأكد الدكتور العبري أن نجاح هذه العمليات يأتي تحقيقًا لما يشهده القطاع الصحي في سلطنة عمان من تقدم على جميع المستويات بدعم دائم لا محدود من القيادة الكريمة لحضرة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه -لتسخير كافة الإمكانات البشرية والفنية والتقنية، وصولًا لمزيد من الارتقاء بالخدمات الوقائية والعلاجية،من خلال مواكبة كل ما هو جديد في المجال الصحي.
وذكر الدكتور قاسم العبري أن هذا النوع من العمليات يتم بفتحات صغيرة بالمناظير دون الحاجة لفتح القفص الصدري وفق أحدث التقنيات الطبية العالمية وأن هذا النوع من التدخل الطبي يغني عن التدخل الجراحي ويجنب المرضى عمليات القلب المفتوح، كما يقلل من المضاعفات التي قد يتعرض لها المريض عن طريق عمليات القلب المفتوح ويقلل مدة المكوث في المستشفى مما يخفف العبء على النظام الصحي .
وأفاد الدكتور قاسم العبري لقد سبق هذه العمليات تحضيرات واستعدادات لمدة عام كامل بدعم مباشر وإشراف مستمر من معالي الدكتور وزير الصحة تخللتها استقدام الآليات المطلوبة ، مع تهيئة وتشكيل الفريق اللازم لإجراء هذه العمليات، كما عُرِف الفريق ودُرب على التقنيات في عمليات القلب الاعتيادية وعبر المحاكاة بالإضافة إلى الاجتماعات الدورية لمناقشة أدق التفاصيل بما يتعلق بالتقنيات وطريقة إجراء هذا النوع من العمليات.
ولقد هيئ المرضى وأعدوا بالتحدث إليهم والشرح لهم عن هذا النوع من العمليات مع إجراء الفحوصات التجهيزية اللازمة .
وتكللت أول ٩ عمليات بالنجاح حيث غادر المرضى غرفة العناية المركزة في وقت قياسي لم يتجاوز ١٣ ساعة ورخص معظم المرضى في اليوم الثالث بعد العملية .
من جانبه أضاف الدكتور علاء اللواتي رئيس قسم جراحة القلب بأن هذه الحملة تمثل نقلة نوعية وبداية لحقبة جديدة في الخدمات الطبية التي يقدمها القسم مما يسهم في تقديم العلاج الأمثل لمرضى جراحة القلب بمختلف احتياجاتهم وسرعة استشفائهم من العمليات الجراحية.
الجدير بالذكر أن مثل هذه التقنيات الحديثة لجراحة وعلاج أمراض القلب تتميز بصُغر حجم الفتحات الجراحية، مع تقليل حجم النُدب الجراحية حيث يشعر مُعظم المرضى بألمٍ أقل كما تقل مدة المكوث في المستشفى لفترة أقصر بعد الجِراحة، كما يساعد هذا النوع من العمليات على التقليل من المضاعفات التي قد يتعرض لها المريض في حالة عمليات القلب المفتوح، مما يمكنه من التعافي السريع والعودة إلى النشاطات المعتادة والحياة الطبيعة في نصف المدة المعتادة .