تشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة مثيلاتها من دول العالم غدا الخميس الاحتفال باليوم العالمي للملاريا الذي يصادف 25 أبريل من كل عام ، ويأتي الاحتفال لهذا العام 2024 تحت شعار"تسريع وتيرة مكافحة الملاريا" دعما لإنجازات سلطنة عمان ومبادراتها الداعمة للجهود الدولية الهادفة للحد من حالات حدوث الملاريا بنسبة90 %بحلول عام 2030.
عُقد اليوم العالمي للملاريا لأول مرة في عام 2008 في أفريقيا، وفي الدورة الستين لجمعية الصحة العالمية عُقدَ اجتماع برعاية منظمة الصحة العالمية- WHO - إذ اقتُرِح تغيير يوم الملاريا في أفريقيا إلى اليوم العالمي للملاريا، للاعتراف بوجوده في جميع أنحاء دول العالم، وأصبح يوم 25 أبريل من كلّ عام يوما معترفا به دوليًا للملاريا.
يُعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على جهود وزارة الصحة والمجتمع في مجال السيطرة على مرض الملاريا وتقييم التقدم المحرَز مع الاستمرارية في تطوير إستراتيجيات المكافحة والوقاية ومنع عودة توطن المرض، فمرض الملاريا واحد من أخطر الأمراض المعدية التي ما زالت تهدد حياة البشر في كثير من بلدان العالم، وهو مرض طفيلي وحيد الخلية يسمى (بلازموديوم) ويوجد منه أربعة أنواع في العالم ، وأخطرها- ملاريا المتصورة المنجلية (الفلسيبارم) التي قد تؤدي إلى الوفاة إن لم تعالج على وجه السرعة، وينتقل المرض من الشخص المريض إلى السليم بلدغات أنثى بعوض الأنوفلس .
الملاريا في سلطنة عمان
كانت سلطنة عمان من الدول التي تعاني من وطأة توطن هذا المرض إذ كان من أهم المشاكل الصحية التي تهدد المجتمع العماني، وبعد جهود مضنية استمرت لأكثر من خمسة عقود استقر وضع الملاريا وتوقف نقله محليا منذ أكثرمن عشر سنوات .
لكن حدثت بعض بؤر النقل الثانوي المحدودة للمرض آخرها عام 2012 ثم توقف بعدهـــــا نقل المرض تماما، لذلك وضعت الوزارة إستراتيجية للمرحلــــة القادمـــــــــة تضمـــن عــدم حــدوث نقل محلـــي من الحـــالات الوافدة وتوطـــن للمــــرض مــــرة أخــــرى. خاصة أن أهم عاملين من عوامل نقل المرض (الطفيل الوافد من الخارج- البعوض الناقل للطفيل) لا يزالان متوفرين بسلطنة عمان ، مما يستدعي الحيطة والحذر وعدم التراخي.
ترتكز وزارة الصحة على تطبيق واتخاذ الإجراءات والتدابير لضمان عدم حدوث بؤر نقل محلي للمرض على أرض سلطنة عمان ، وذلك بتطبيقها العديد من الإستراتيجيات والسياسات والخطط والأنشطة والفعاليات المختلفة بالتعاون مع الجهات الأخرى.
إن وجود برامج عالية الكفاءة كالترصد الوبائي للحالات القادمة من خارج سلطنة عمان قائمة على قانون الصحة العامة، وأنشطة الاكتشاف المبكر للحالات الوافدة من الخارج وعلاجها علاجا جذريا حتى لا تكون مصدرا لانتشار المرض مرة أخرى إضافة إلى الأعمال الميدانية الموجهة ضد البعوض الناقل للمرض.
كما تولي الوزارة اهتماما بالأنشطة المصاحبة كالتثقيف الصحي والتوعوي لفئات المجتمع جميعها في مجال الوقاية من المرض، وكذلك التدريب الدوري المستمر للفئات الطبية والطبية المساعدة والفنية المعنية في المجال نفسه .
دور المجتمع في الحفاظ على إنجاز استئصال الملاريا
بعد أن بذلت الحكومة ممثلة بوزارة الصحة قصارى جهدها في استئصال المرض إلا أن إمكانية عودته لا تزال قائمة، وذلك لتوفر عاملي عودته (الناقل والطفيل)، ويقع الدور الأكبر على المجتمع في الحفاظ على تلك الإنجازات بالآتي: تسهيل مهام فرق مكافحة الناقل، تفريغ أحواض الزراعة مرة أسبوعيا على الأقل لكسر دورة حياة البعوضة الناقلة للمرض، التخلص من أي تجمعات مائية ومستنقعات والتخلص من المخلفات، تطبيق الاحترازات الصحية في المنازل كتركيب شباكات سلكية للحماية من البعوض، استعمال المبيدات المنزلية قبل النوم، إخضاع العمالة الوافدة لفحص الملاريا عند ظهور أي أعراض أو عند العوده من السفر، مراجعة أقرب عيادة لطب السفر قبل السفر لبلد يتوطن به المرض لصرف الأدوية الوقائية ومعرفة كيفية استعمالها، مراجعة أقرب مؤسسة صحية بعد العودة من السفر للبلاد الموبؤة بالمرض للفحص خاصة إذا كانت هناك أعراض كالحمى وغيرها.
جدّدت الوزارة التزامها وحرصها الدؤوب على مواصلة جهودها للمحافظة على صفر حالات من الملاريا المحلية في سلطنة عمان باستكمال تأهيل وتدريب الفئات المتخصصة وتعزيز أنشطة مكافحة البعوض الناقل للمرض وتكاتف المجتمع، والتقدم للاعتراف الدولي بخلو سلطنة عمان من المرض.